اختلال التوازن الهرموني

يعاني بعض الشابات من اختلال التوازن الهرموني، والذي يبدأ لديهن منذ مرحلة المراهقة، ويرتبط حدوثه ببعض الاضطرابات التي تستمر مع المرأة فيما بعد، دون أن يدرك معظم النساء أسباب هذا الاختلال الهرموني وتأثيره السلبي عليهن.

يجب على كل امرأة شابة أن تسعى لتثقيف نفسها في هذا الشأن وكذلك معرفة أساليب العلاج المتاحة لاختلال التوازن الهرموني، وذلك بهدف تجنب المضاعفات التي قد يسببها. ولمعرفة المزيد عن الاختلال الهرموني، تابعي القراءة.

معظم الفتيات اليوم، خاصة ممن ينشغلن بشكل كبير بالتفوق في الدراسة الجامعية والتخطيط لمستقبل مهني ناجح، يكن في الغالب منشغلات معظم الوقت في تحقيق طموحاتهن الدراسية والاجتماعية، ولا يجدن الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهن. وحتى إذا فعلن ولاحظن وجود بعض المشاكل المتعلقة بالهرمونات، فإنهن يأخذن الأمر باستخفاف ويتجاهلنه تماما إلى أن تسوء الحالة وتكبر المشاكل ويكون الوقت قد تأخر لحلها بكل أسف.
تلعب الهرمونات دورا مهما في تنظيم معظم وظائف الجسم، ولذلك فإذا حدث خلل - ولو طفيف- في إفراز هذه الهرمونات وجودة أدائها لعملها، فإن الفوضى والاضطرابات ستعم الجسم كله.

ونظرا لأهمية الدور التنظيمي للهرمونات فيما يتعلق بصحة المرأة، فإن معظم المشاكل الصحية التي تتعرض لها الفتيات والنساء ترتبط بشكل أو بآخر باختلال في عمل الهرمونات. ولذلك فمن الضروري أن نعرف أسباب ونتائج الخلل الهرموني في المرأة.

أسباب الخلل الهرموني لدى النساء
الإستروجين والبروجيسترون هما أهم الهرمونات الأنثوية. ويحدث الخلل الهرموني عندما تختلف نسب هذين الهرمونين في الدم عن المعدلات الطبيعية. وما يحدث في الغالب هو زيادة معدلات هرمون الإستروجين عن المستويات الطبيعية وهو ما يطلق عليه "سيطرة الإستروجين"، وهذا يتسبب في الخلل الهرموني لدى المراهقات خاصة.
ويحدث هذا الخلل الهرموني في مرحلة المراهقة لأسباب تتعلق بسوء التغذية أو الإفراط في تناول الطعام، أسلوب الحياة العشوائي، انقطاع الدورة الشهرية نهائيا لدى الفتاة في سن مبكرة، الزواج المبكر وتناول حبوب منع الحمل، وكذلك وجود مشاكل في الرحم، ومعاناة الفتاة من التوتر الشديد أو الضغط العصبي.
وفي النساء الأكبر عمرا يكون السبب في الخل الهرموني هو الدورة الشهرية غير المنتظمة، والتي تكون مقدمة فيما بعد لأعراض انقطاعها بشكل نهائي ودخول المرأة فيما يعرف بسن اليأس، وهي المرحلة التي تقع ما بين الثلاثينيات والأربعيينات من العمر.

وفيما يلي بعض المضاعفات التي قد تنتج عن اختلال التوازن الهرموني في المرأة:
حدوث تليف في الرحم
الاستسقاء
تصلب الشرايين
أورام الثدي
الاحترار خلال الليل (أو ما يعرف لدى العامة بالصهد)
البدانة أو الزيادة المفاجئة في الوزن
متلازمة الإجهاد المزمن
الصداع الهرموني
سرعة الغضب
تغير المزاج وتأرجحه بين حالة وأخرى
ضعف الرغبة الجنسية
اكتشاف الخلل الهرموني لدى المرأة في سن مبكرة
يمكن الكشف المبكر عن وجود خلل في التوازن الهرموني لدى المرأة من خلال عمل تحليل دم عادي يكتشف الطبيب المتخصص من خلاله إما ارتفاع أو انخفاض نسبة هرمون معين لدى الفتاة.

العلاج
علاج الخلل في التوازن الهرموني لدى النساء وكذلك الاضطرابات والأمراض الناتجة عنه أمر ممكن إذا تم تشخيص الخلل في مرحلة مبكرة. ويعتمد العلاج بشكل أساسي على اتباع برنامج دقيق يتم تنفيذه تحت إشراف طبيب متخصص بعد تشخيص السبب الرئيسي لهذا الخلل، ليتم علاجه جنبا إلى جنب مع المشاكل المترتبة عليه.
ويكون العلاج غالبا بتناول جرعات يومية من الهرمونات الطبيعية أو المركبة كيميائيا لتنظيم عمل الغدة الدرقية ودفعها لإفراز الكميات المضبوطة والنسب الدقيقة من الهرمونات، وهناك كذلك وسائل أخرى بديلة للعلاج تتضمن تناول مكملات غذائية واتباع عادات غذائية وحياتية صحية مثل الامتناع عن الكحوليات والتدخين واتباع نظام غذائي متوازن وصحي وأداء التمارين الرياضية كجزء من طقوس الحياة اليومية وكذلك الحفاظ على وزن مثالي قدر الإمكان.